رأي المسار

العلاقات العُمانية الأردنية.. آفاق رحبة للتطوير

رأي المسار   |   الزيارة الرسمية التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة إلى سلطنة عُمان يوم غد الثلاثاء، تأتي تجسيدًا للعلاقات التاريخية الراسخة التي تربط بين البلدين الشقيقين، والتي تستمد قوتها وديمومتها من دعم قيادتي البلدين، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

إن العلاقات العمانية الأردنية ليست وليدة اليوم، بل علاقات متجذرة، وتمتد لعقود من الزمن، وترسخت وتطورت في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيّب الله ثراه ـ وأخيه جلالة الملك الحسين بن طلال ـ رحمه الله ـ، حيث أرسيت على   دعائم متينة قوامها المحبة والسلام والتعاون المثمر .

وتكتسب مباحثات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مع العاهل الأردني، أهمية كبيرة في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، تأسيسًا على التعاون القائم بينهما في مختلف المجالات .

ففي المجال الاقتصادي ترتبط سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات متنامية تعكسها لغة الأرقام، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما خلال العام الماضي بنحو 34 بالمائة ليصل إلى حوالي 62 مليون ريال عُماني، كما بلغ حجم الاستثمار الأردني في سلطنة عُمان بنهاية عام 2021م أكثر من230 مليون ريال عُماني.

وثمة فرص واعدة لتطوير هذا التعاون والانتقال به إلى آفاق أرحب، مما يضع على عاتق القطاعات الاقتصادية المختلفة والشركات في البلدين، مهمة استغلال هذه الفرص واغتنامها لتعزيز العلاقات التجارية ،  في ظل خلوص النوايا ، وتوفر المزايا والحوافز الاستثمارية  .

وفي المجال الثقافي، يقوم بين البلدين الشقيقين تعاون متميز، وهنا تتوجب الإشارة إلى وحدة الدراسات العُمانية في جامعة آل البيت الأردنية ، والتي تم تأسيسها  في عام 1998م،  وتُعد  الأولى من نوعها في المشرق العربي، وتشكل جسرًا للتواصل البحثي والأكاديمي بين البلدين، من خلال الأنشطة الثقافية المتنوعة .  هذا عدا عن المشاركات المتبادلة في الملتقيات والمهرجانات الفكرية والأدبية ومعارض الكتاب الدولية التي تقام في البلدين .

ويشكل التعليم مجالًا مهمًا للتعاون بين البلدين حيث يبلغ عدد الطلبة والطالبات العُمانيين الدارسين في الجامعات الأردنية حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة طالب وطالبة بمختلف التخصصات.

وتمثل الزيارة الكريمة كذلك فرصة يستعرض خلالها جلالة السلطان المعظم والعاهل الأردني، التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية،  في إطار التنسيق والتشاور الدائم بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية ، وفي ظل توافق رؤاهما   حيال كثير من القضايا الإقليمية والدولية ، وحرصهما على اعتماد الحوار كوسيلة فعّالة للإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين .

ويبقى التأكيد؛ أن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى سلطنة عُمان، ستسهم في إضفاء المزيد من الحيوية على العلاقات الثنائية المتفردة القائمة بين البلدين ، في ظل حرص قيادتي البلدين على كل ما من شأنه تحقيق النماء والازدهار  لبلديهما وشعبيهما  الشقيقين.

المصدر
المسار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى