علي الشيادي يكتب: معالي الوزير يعمل بصمت
المسار | آراء الكُتاب
م. علي بن طالب الشيادي
للنقد صورٌ كثيرة وأهدافٌ متباينة، ولإيصال الفكرة طرقٌ عدة وشكليات مختلفة، منها ما يأخذ طابع الطرح المباشر، ومنها ما يأتي على هيئة مقولات وحكم، ومنها يتم التندّر به في الواقع أو عبر وسائل العالم الافتراضي.
مما شاع تداوله في الفترات المنصرمة جملة (نعمل بصمت) في إشارة للقاء متلفز لأحد أصحاب المعالي الوزراء، حين قال في معرض رده على مذيعة القناة المضيفة حول المشاريع السياحية المزمع تنفيذها: (نعمل بهدوء وصمت).
ولسنا هنا بصدد نقد أو تحليل ما قاله معاليه، ولا بصدد الدفاع عنه أو الهجوم عليه، إنما حديثنا عن منطق الفكرة وردود الفعل المعاكسة وأحوال المتندّرين والمتفكّهين بتلك الجملة، ومن يتداولونها في مناسبة وغير مناسبة.
إذ يتضح جلياً من خلال المتابعة أن من يرددون تلك الجملة انقسموا إلى عدة أقسام، فمنهم من تابع اللقاء كاملا واستمع وحلل سواء اتفق أم اختلف مع منهجية معاليه، ومنهم من تابع المقاطع المجتزأة دون إلمام بحيثيات المقابلة أو حتى معرفة بموضوع الرد، ومنهم من لم يتابع أي شيء أصلاً، إنما وجدها متداولة فطبّق مبدأ (مع الخيل يا شقراء) أو (حشرٌ مع الناس عيد).
وفي الواقع أن مبدأ العمل بصمت ليس وليد اللحظة، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو العالمي، بل حتى حين ننطلق من المجال الديني، نجد ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” وكثيراً ما تجد المختصين يوصون المقبلين على عملٍ أو مشروعٍ ما أن ينتهج الصمت والكتمان حتى تبدو ملامح عمله واضحة.
غير أن الصمت -من وجهة نظري- ليس في كل شيء، والكتمان قد يعود سلبًا على الشركاء وأصحاب المصلحة أحيانا، خاصة ونحن في زمن الإعلام والتواصل الإلكتروني وسرعة وصول المعلومة، لذا فإنني أرى أن الصمت قد يُجدي في فترات، إلا أنه قد يُضر في فترات أخرى، إذ لا بد من نشر الحيثيات وتوضيح الخطوات، مما يسدّ الطريق على السلبيين والمتصيدين لنشر الإشاعات المكذوبة.
حيث إننا عندما نطالع الواقع، نجد أن من أسباب الكثير من الأخبار المغلوطة والمنشورات السلبية عدم وضوح الحقيقة، وأنها قد تكون نتيجةً حتمية لتعميم مبدأ العمل بصمت في كل شيء، وهنا لا نعني أيضا أن يكون العمل بضجيج مزعج أو صخب مبالغ فيه، فكما هو معلوم أن الضجيج يُفقد السمع إذا ما أربك الهدوء وبعثر السكون، إنما نعني أن كثيراً من أمورنا تحتاج إلى إعلام وإعلان ووضوح ونشر، خاصة تلك الأمور المتعلقة بما يلامس حياة الإنسان بصورة مباشرة.
وفي المقابل تجد أن “الفضاوة ” قد قادت البعض لأن يردد بعض الكلمات والعبارات الرائجة في وسائل التواصل، ويتمتم بها في كل محفل وكل وقت وحين دون وعي أو معرفة، ودون داعٍ أو هدف سوى التندّر والتفكّه والتذمّر دون علم، فبين الكلمة والأخرى يردد جملة “نعمل بصمت” أو غيرها من العبارات والكلمات ولو كانت في غير موضعها، وإن جئت لواقعه فلا تجد صمتاً ولا ضجيجاً ولا شيء يذكر أصلاً.
هذا هو واقع البعض، في دراسته وعمله وجميع شؤون حياته، لا صمتٌ يشبه السكون الذي قبل العاصفة، ولا ضجيجٌ يرتجى منه أمل، إنما ثرثرة دون إنجاز، وانتقاد للآخرين دون علم، وسلبيةٌ مقيتة مؤذية، والنتيجة أن فتح هؤلاء المجال لبعض الأقلام المغرضة القادمة من بعيد أن تتدخل في شؤون داخلية لا دخل لها بها.
فإن كان معالي الوزير يعمل بصمت (اتفقنا معه أم لم نتفق) فأين ضجيج أعمالنا نحن؟! وإن كان معاليه ينتهج الهدوء في أداء مهامه فأين صخب نشاطنا نحن؟! فكيف ننتقد شيئاً ثم نخالف ما ندعو إليه؟!
سلمت يداك استاذ علي ، ولي تعقيب بسيط الاعمال المتعدية والمرتبطة بحياة الأخرين الأصل فيها الإعلام لان هناك قاعدة من الناس تنتطر ماذا هو قائم فيما تم الوعد فيه وكيف يمضى وماهى خطواته وكثير تفاصيل مرتبطة فالاحوال الشخصية ربما يكون هناك عمل بصمت اما مصالح الشعوب فالإعلام من وجهة نظر مهم فيها
تقديري لقلمك الرشيق