رأي المسار

عُمان والبحرين.. نحو تكامل يواكب التطلعات

رأي المسار |   الزيارة الرسمية التي يقوم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى مملكة البحرين الشقيقة، تلبيةً للدعوة الكريمة الموجهة إلى جلالته من أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، تأتي توطيـدًا للعلاقات التاريخية المتينـة القائمة بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين الشقيقة، وحرصًا على تطويرها ونقلها إلى آفاق أرحب لمواكبة تطلعات الشعبين الشقيقين. وتشكل الزيارة الكريمة فرصة عظيمة لبحث كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات، والسبل الكفيلة بتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين ويسهم في تحقيق المزيد من الازدهار   والتقدم لشعبيهما، استنادًا على المشتركات والقواسم التي ترتكز عليها العلاقات العُمانية البحرينية ، والأسس والمبادئ الراسخة التي تقوم عليها، وتأسيسًا على الروابط الأخوية الوثيقة والممتدة والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وتتويجًا  لصلات وثيقة  في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.       وثمة آفاق واسعة للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومجالات عديدة يمكن تطوير التعاون فيها وهذا ما تسعى قيادة البلدين إلى تجسيده على أرض الواقع ليعود بالخير والنفع على شعبيهما. ويحتل الاقتصاد مكان الصدارة بين الأولويات الداعمة لترسيخ وتعزيز العلاقات القائمة بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين، في ظل الإمكانات والموارد التي يتمتع بها البلدان، وفي إطار الرؤى التخطيطية المستقبلية لكل منهما والمتمثلة في رؤية “عُمان 2040” ورؤية “البحرين 2030” واللتان تذخران بالتطلعات الطموحة، والنوايا الصادقة لتعزيز توجهات وأنشطة التنويع الاقتصادي بما يدعم خطط النمو ويحقق غايات الاستدامة. إن واقع التعاون الاقتصادي القائم بين البلدين الشقيقين، يؤشر إلى فرص مستقبلية واعدة لتطويره والدفع به الى آفاق أوسع، خاصة مع  النمو الملحوظ لحجم التبادل التجاري ، وفي ظل  التواجد الاستثماري البحريني  في سلطنة عُمان والذي يجعل من البحرين أحد أهم الشركاء الاستثماريين لسلطنة عُمان.

يضاف إلى هذه العوامل المحفزة لتطوير التعاون المشترك بين البلدين، ما يقوم بينهما من أطر تنظيمية تسعى باستمرار إلى إضفاء المزيد من الديناميكية والحيوية على العلاقات الاستثنائية بينهما، وهنا تتبادر إلى   الأذهان مجهودات اللجنة العُمانية البحرينية في هذا الصدد، وما أنجزته على صعيد تعميق وتمتين الصلات الاقتصادية والثقافية والتعليمية  والسياحية والرياضية وغيرها من مجالات .

ومن آليات العمل المشترك بين البلدين، الشركة العُمانية البحرينية للاستثمار القابضة والتي اتفق على تأسيسها القطاع الخاص في البلدين   للاستثمار في مجال الأمن الغذائي وفي القطاعات الأخرى التي تركز عليها رؤية “عُمان 2040” .

كما تم مؤخرًا إشهار جمعية الصداقة العُمانية البحرينية ، والتي ستُسهم في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الثقافية والمعرفية.

ويبقى القول؛ إن الزيارة السامية الكريمة تمثل دافعًا قويًا، وحافزًا استثنائيًا   لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين وصولًا إلى التكامل  المنشود  الذي يواكب التطلعات ويلبي الطموحات.

المصدر
المسار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى