رأي المسار

رأي المسار

مدينة الطِيب وعظمة الإنجاز

رأي المسار |       تُعد مدينة الطِيب النموذجية التي اُحتفل بافتتاحها بولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة، خطوة متقدمة على طريق تحقيق توجهات وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نحو بناء مدن نموذجية مستدامة توفر كل متطلبات الحياة العصرية لسكانها، وتراعي النواحي التخطيطية والاقتصادية   والبيئية.

فالمدينة التي تم تدشينها ضمن احتفالات البلاد بالعيد الوطني الـ52 المجيد، وأطلق عليها اسم “مدينة الطيب” بناءً على التوجيه السامي، تجسد الرؤى الطموحة للمدينة العصرية العُمانية التي تلبي احتياجات الحاضر والمستقبل ولا تغفل معطيات الماضي متمثلة في التراث المعماري العماني التليد.

كما أن  المدينة وبمساحتها الشاسعة والتي تبلغ اثني عشر مليون متر مربع، وبوحداتها السكنية والتي سيصل عددها في المستقبل إلى  أكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة وحدة ، وبمرافقها الخدمية المتكاملة وبنيتها الأساسية المكتملة، تمثل علامة مضيئة  في المسار التنموي العمراني لسلطنة عُمان لجهة تفرد التخطيط وروعة التصميم ودقة التنفيذ، كما تجسد تطبيقًا واقعيًا  يتواءم مع الاستراتيجية العمرانية، ويترجم أهدافها  الرامية إلى إنشاء مدن مستدامة تلبي احتياجات المجتمع، وتواكب تطلعاته إضافة إلى الاستجابة الواعية لمتطلبات الاستدامة البيئية.

إن النهج الذي اختطته وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في تنفيذ مدينة الطِيب النموذجية بولاية لوى، يعتبر نهجا بناء، وأسلوبًا فريدًا تكاملت فيه الجهود المجتمعية مع جهود الجهات الرسمية ذات الصلة، واتسم بالمشاركة الفعّالة من المستفيدين من المشروع في جميع مراحل تنفيذه، الأمر الذي أثمر عن اكتمال المدينة، وميلاد المشروع بهذه الصورة المشرّفة، ليعكس حجم الجهود المبذولة وليقف شاهدًا على عظمة الإنجاز.

ومن العوامل التي تضفي على المشروع أهمية كبيرة، مردوده الاجتماعي  الكبير على المستفيدين منه من الأسر العمانية، حيث تمثل المدينة نقلة جوهرية لهم تسهم في تغيير حياتهم للأفضل من خلال توفير الخدمات في المجالات كافة ، ومراعاة البعد الاجتماعي في تقليص المسافات بين الأقارب ، إضافة إلى أن المدينة  تجمع بين جدرانها  أهالي العديد من  القرى في الولاية ما يعزز التواصل ويقوى الأواصر المجتمعية بينهم.

ومن إشراقات التخطيط العمراني للمدينة النموذجية ، مراعاته في توزيع الأراضي كافة الاستخدامات  من السكنية والتجارية والترفيهية والرياضية والتعليمية ، علاوة على  الوضع في الحسبان تخصيص مساحات  للتوسعات المستقبلية .

كل هذه الميزات تجعل من مدينة الطِيب نموذجًا يحتذى في تطبيق سياسات ومعايير التخطيط العمراني الحديث.

المصدر
المسار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى