آراء الكتاب

منى المعولي تكتب: حاصروا الشذوذ قبل أن يستشري!

اقرأ في هذا المقال
  • أبحث على مضض عن أسباب مقنعة بمكن أن تسوغ لتقبل المثلية؛ فما وجدت لها سببا أو غرضا أوضح من أن تكون تلك الأفكار هي مجرد حركة مقصودة لتمييع المجتمعات وبالتالي نخر الهوان على جنباتها لإضعافها

المسار  | آراء الكُتاب

منى المعولي

منى المعولي

حاولت الظهور بمظهر الحداثة، وما يقال عنه التعايش مع الأخر وتقبله كيفما يكون، لكن عجزت أن أتقبل الوضع كما أراد له أن يصل إلى أذهاننا بعض المنجرفين الذين باتوا يظهرون علنًا من أجل إغراقنا بأفكارهم الشاذة حتى وإن كانت على حساب المبادئ والفطرة الإنسانية السليمة.

أبحث على مضض عن أسباب مقنعة بمكن أن تسوغ لتقبل المثلية؛ فما وجدت لها سببا أو غرضا أوضح من أن تكون تلك الأفكار هي مجرد حركة مقصودة لتمييع المجتمعات وبالتالي نخر الهوان على جنباتها لإضعافها، وهنا لا أقصد الشخوص بالنفس، فلكل إنسان في هذا الكون تاريخ لا نعلمه وقد أسهب العلم وحده في وصف الحالات التي تؤدي بالأشخاص إلى حالة ما تسمى بالمثلية مع ترفعي عن ذكر الاسم محليًا احتراما لذائقة القارئ.

أصبح هناك خلط  كبير بين المصابين بحالات صحية من حاملي الهرمونات الأنثوية وبين الشواذ من النوع المثلي وذلك لأنسنة الفكرة وتمريرها أخلاقيا على مسامعنا لنتكيف معها، وهنا يكمن الخطر، فكوننا نتقبل هذه الأنواع المصابة بهذا التداخل الهرموني  ونرفض العنف اللفظي أو الجسدي  تجاهها، فهذا لا يعني أن نتصالح مع الفكرة وأن نحترمها لتصبح في حياتنا حدثًا عاديًا، فأنا كإنسان غير مختل من الناحية العقلية والبيولوجية لا يمكن أن أتقبل أن يتحول إبني الذكر الذي ولد بصورة متكاملة كرجل إلى أنثى،  ما يعني أن العكس أيضا مرفوض، هذه هي  الفكرة من وجهة نظري ، والتي  قد يراها البعض بأنها محدودة !

شاهدت فيما مضى أحد البرامج الأمريكية في مواجهة بين الأب وابنه المتحول جنسيا إلى أنثى حديثًا ،وقد انفجر الأب باكيا على الهواء وأمام عدسات التلفزة العالمية نادباً حظه على رجولة ابنه التي دُفنت بذريعة الحقوق وأصبح بين عشية وضحاها أنثى تستعرض مفاتنها، من هنا أدركت أن الأمر لا يتعارض مع القيم والمبادئ الدينية فحسب ،  بل هو أمر تتقزز منه الفطرة الإنسانية السوية ، مما يجعلني أصنف العصابات المتعصبة اليوم إلى فرض حقوق المثليين بالعصابات الممنهجة التي تحاول أن تزرع في أذهاننا أن فوضى الجندرية هي إحدى  بوابات الطبيعة، وكأني أرى في ملف اختيارات الجنس أن يضع البعض علامة عند جنس (خنثى)، تحت شعار الحرية الجندرية، لقد نجحت عصابات حماية المثليين إلى التسلل إلينا بثقة، فشرعوا بالدخول إلى أجمل سلعنا واستنسخوا شعارها من الألوان المحببة إلينا، لكي يصنعوا النفور والجفوة  بيننا وبين أشيائنا ، أو ليمرروا  أفكارهم إلينا وتهيئتنا  لأن ننظر إلى الأمر وكأنه عادي.

لذا اطردوهم من الألوان ونظفوا قوس الرحمن من أن يكون إشارة لهم، بل فليكن شعارًا لجمال الطبيعة وللحياة وتقلباتها ودرجات استيعابها، أطردوهم من الألوان ولا تجعلوها تدل عليهم، حاربوا الفكرة بالفكرة؛ لا يمكننا القضاء عليهم، ولكن يمكننا تجاوزهم بمنعهم من أن يجرونا لرؤية الطبيعة بألوان خبثهم، وربوا اولادكم كما رباكم أباؤكم، والإناث بفطرة أمهاتهن، ولنكن مجتمعًا غير قابل للتمييع أو الانجرار نحو الشذوذ في مخالفة صريحة للفطرة السوية.

المصدر
المسار - خاص

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى